علامات ظهور
الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه من روايات اهل السنة
(نور الأبصار للشبلنجي للشافعي): عن أبي جعفر (رضي الله عنه) قال: إذا
تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، وركبت ذوات الفروج(النساء)
السروج وأمات الناس الصلوات، واتبعوا الشهوات، واستخفوا بالدماء (كان
القتل شيئاً هيناً خفيفاً عند الناس)وتعاملوا بالربا، وتظاهروا بالزنا،
وشيدوا البناء، واستحلوا الكذب وأخذوا الرشا، واتبعوا الهوى، وباعوا
الدين بالدنيا، وقطعوا الأرحام، وضنوا بالطعام (بخلوا به)، وكان الحلم
ضعفاً، والظلم فخراً، والأمراء فجرة، والوزراء كذبة، والأمناء خونة،
والأعوان ظلمة، والقُرّاء( قراء القرآن) فسقة، وظهر الجور، وكثر
الطلاق، وبدأ الفجور، وقبلت شهادة الزور، وشربت الخمور، وركبت الذكور
الذكور، واستغنت النساء بالنساء، واتّخذ الفيء مغنماً، والصدقة مغرماً،
واتّقي الأشرار مخافة ألسنتهم، وخرج السفياني من الشام، واليماني من
اليمن(وهو شخص يخرج من اليمن يدعو إلى الحق والإسلام وهو ممن يوطد
الأمن للإمام المهدي (عليه السلام)، وخسف بالبيداء بين مكة
والمدينة، وقتل غلام من آل محمد بين الركن والمقام، وصاح الصائح من
السماء بأن الحق معه ومع أتباعه قال: فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة،
واجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من أتباعه فأول ما ينطق به هذه
الآية: (بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين) هود/86 ثم يقول: أنا بقية
الله. وخليفته، وحجته عليكم، فلا يسلم عليه أحد إلا قال: السلام عليك
يا بقية الله في الأرض فإذا اجتمع عنده العقد عشرة آلاف رجل فلا يبقى
يهودي ولا نصراني، ولا أحد ممن يعبد غير الله تعالى إلا آمن به وصدقه
وتكون الملة واحدة ملة الإسلام. وكل ما كان في الأرض من معبود سوى الله
تعالى تنزل عليه نار من السماء فتحرقه.
آية الشمس
(البرهان في علامات مهدي آخر الزمان للمتقي الهندي الحنفي): عن عبد
الله بن عباس (رضي الله عنهما) قال: لا يخرج المهدي حتى تطلع من الشمس
آية.
الآية التي تطلع من الشمس، يعني العلامة، وهي كما في بعض الأحاديث: أنه يُرى
رأس خارج من الشمس ينادي: (ألا قد ظهر ولي الله المهدي الموعود
فبايعوه).
أوطلوع الشمس من المغرب
خسوف القمر وكسوف الشمس
(البرهان في علامات مهدي آخر الزمان): عن محمد بن علي قال: لمهدينا
آيتان لم تكونا منذ خلق الله السماوات والأرض: ينخسف القمر لأول ليلة
من رمضان، وتنكسف الشمس في نصف شهر ولم تكونا منذ خلق الله السماوات
والأرض.
حسب علم الفلك مستحيل أن يقع (خسوف القمر) أول الشهر، ولذلك فإنه لم
يقع في تاريخ القمر والأرض والكون.
كما أن من المستحيل ـ فلكياً ـ وقوع (الكسوف) للشمس في أواسط الشهر،
ولذلك فإنه لم يقع في تاريخ الشمس والأرض والكون.
وإن من المستحيل أيضاً طلوع الشمس من مغربها، لأنه يستلزم أن تعاكس
الأرض الدوران حول الشمس، وهذا الأمر من أول المستحيلات، لأنه خرق
للأنظمة الكونية
لكن الله عزوجل قادر على كل شيء يقول للشيء كن فيكون إيذاناً بظهور
امام زمانناالحجة المهدي
عجل الله فرجه الشريف
الفتن وشرورها
(البرهان في علامات مهدي آخر الزمان للمتقي الهندي الحنفي): عن الحكم
بن عتبة قال: قلت لمحمد بن علي: سمعت أنه سيخرج منكم رجل يعدل في هذه
الأمة قال: إنا نرجو ما يرون الناس وإنا نرجو لو لم يبق من الدنيا إلا
يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يكون ما ترجو هذه الأمة وقبل ذلك فتن شر
فتن يمسي الرجل مؤمناً، ويصبح كافراً فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله
وليكن من أحلاس بيته(ممن لا يفارق بيته، وهذا كناية عن عدم الذهاب مع
الناس في مذاهبهم الباطلة، وليس معنى الخبر: أن يُترك الناس وشأنهم فلا
يُأمر بالمعروف ولا يُنهى عن المنكر، فإن هذين الواجبين العظيمين
اللذين بهما تقام الفرائض).
النار العظيمة
(البرهان في علامات مهدي آخر الزمان): عن أبي عبد الله الحسين بن علي:
إذا رأيتم علامة من السماء ناراً عظيمة من قبل المشرق تطلع ليالي
فعندها فرج آل محمد أو فرج الناس وهي أقدام المهدي (عليه السلام).
(ينابيع المودة): في قوله تعالى: (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية)
الشعراء/4 عن أبي بصير وابن الجارود عن الباقر، قال هذه الآية نزلت في
القائم وينادي مناد باسمه واسم أبيه من السماء.
صيحة سماوية
(ينابيع المودة للقندوزي الحنفي): في قوله تعالى: (واستمع يوم ينادي
المناد من مكان قريب يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج) ق /41’42
عن الصادق (عليه السلام) قال: ينادي مناد باسم القائم واسم أبيه
(عليهما السلام) والصيحة في هذه الآية صيحة من السماء، وذلك يوم خروج
القائم.
(البرهان في علامات مهدي آخر الزمان): يخرج المهدي وعلى رأسه ملك
ينادي: هذا المهدي (عليه السلام) خليفة الله فاتبعوه.
النداء
(البيان للكنجي الشافعي): عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله (صلى
الله عليه وآله) يخرج المهدي على رأسه غمامة فيها مناد ينادي: هذا
المهدي خليفة الله فاتبعوه، قال في (البرهان): قال في (عقد الدرر):
وهذا النداء يعم أهل الأرض ويسمع أهل كل لغة بلغتهم.
(إسعاف الراغبين للصبان الحنفي): وجاء في روايات أنه عند ظهوره ينادي
فوق رأسه ملك: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه.
القتل
(البرهان في علامات مهدي آخر الزمان): أخرج أبو نعيم عن علي قال: لا
يخرج المهدي حتى يقتل ثلث ويموت ثلث ويبقى ثلث.
هذا الحديث الشريف: إشارة إلى الإبادة الجماعية التي تقع اليوم وغالبية
ضحاياها من أتباع أهل البيت والقتل الجماعي للمسلمين في كل مكان أو
الحروب والزلازل والكوارث والبلاءات وغيرها
السفياني والخسف
(ينابيع المودة) عن (المحجة): عن علي (عليه السلام) في هذه الآية: (ولو
ترى إذ فزعوا فلا فوت) سباء/51الآية، قال: قبيل قيام قائمنا المهدي
يخرج السفياني فيملك قدر حمل المرأة تسعة أشهر، ويأتي المدينة جيشه حتى
إذا انتهى إلى البيداء(الصحراء بين المدينة ومكة، تعيد زلازل قوية،
وهزات عنيفة يموت منها جيش السفياني)خسف الله به.
(البرهان في علامات مهدي آخر الزمان): عن أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب(عليه السلام) قال: السفياني من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان رجل
ضخم الهامة بوجهة أثر الجدري بعينة نكتة بياض يخرج من ناحية مدينة
دمشق، وعامة من يتبعه من كلب، فيقتل حتى يبقر بطون النساء، ويقتل
الصبيان فيجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب قلعه، ويخرج رجل من أهل
بيتي في الحرم فيبلغ السفياني فيبعث إليه جنداً من جنده فيهزمهم فيسير
إليه السفياني بمن معه حتى إذا جاوز البيداء من الأرض خسف بهم فلا ينجو
منهم إلا المخبر عنهم.
النفس الزكية
(البرهان في علامات مهدي آخر الزمان): عن أبي عبد الله الحسين بن علي
(عليه السلام) قال: للمهدي خمس علامات: السفياني، واليماني، والصيحة من
السماء، والخسف بالبيداء، وقتل النفس الزكية( فهو الذي ذكر في بعض
الأحاديث بـ (السيد الحسيني) يخرج ويدعو إلى الحق، ويقتل قبل ظهور
الإمام المهدي (عليه السلام)
الدجال
(ينابيع المودة للقندوزي الحنفي): عن أبي أمامة قال: خطبنا النبي (صلى
الله عليه وآله)، وذكر الدجال، وقال: فتنفي المدينة الخبث كما ينفي
الكير خبث الحديد ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص، فقالت أم شريك: فأين
العرب يومئذ يا رسول الله؟ قال: هم يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس
وإمامهم المهدي (عليه السلام).
(البرهان في علامات مهدي آخر الزمان): عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
يظهر المهدي في يوم عاشوراء وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي(عليه
السلام) وكأني به يوم السبت العاشر من المحرم قائم بين الركن والمقام
جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره، وتصير إليه شيعته من أطراف الأرض،
تطوى لهم طياً حتى يبايعوه فيملأ بهم الأرض عدلاً كما ملئت جوراً
وظلماً.
وليس هذا ببعيد عن قدرة الله تعالى، فقد ذكر القرآن الكريم أنه طويت
الأرض بمسافات ألوف الأميال (لآصف بن برخيا) وصي نبي الله تعالى
(سليمان بن داود) في قصة نقل (عرش بلقيس) من اليمن إلى فلسطين في أقل
من لحظة واحدة حيث قال تعالى: (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك
به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقراً عنده)
|
علامات ظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف في فكر السيد الشهيد الولي المقدس(محمدمحمد
صادق الصدر) (مناقشة)
أولا:-
ما ورد مربوطاً بظهور المهدي (ع) بنص الرواية . كما هو الحال في الأعم
الأغلب من أخبار المصادر الأمامية
ثانيا:-ما ورد مربوطاً
بالساعة وقيام يوم القيامة ... وهو الأعم الأغلب من أخبار المصادر
العامة ، حيث لم يربط بظهور المهدي (ع) منها إلا القليل نسبياً .
ثالثا:- ما ورد مهملاً من الناحيتين السابقتين ... بمعنى تكفل الرواية
لبيان حدوث الحادثة من دون أن يفهم منها ارتباطها بالظهور وبقيام
الساعة .
ولكل القسمين الأولين ، قسمان متشابهان :
أحدهما : ما دل على وقوع الحادثة قبل الظهور أو بعد قيام الساعة مباشرة
.... بمعنى الفصل بينهما بأيام قليلة أو زمن قصير . كالذي ورد أن بين
قتل النفس الزكية وبين ظهور المهدي (ع) خمسة عشر يوماً .... على ما
سيأتي . أو ما ورد من أن الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق ... إذن
فوجود شرار الخلق ، قبل قيامها بقليل .
ثانيهما : ما دل على وقوع الحادثة قبل الظهور أو قبل قيام الساعة ،
بشكل يناسب وقوعها بفاصل زماني طويل . وليس في الرواية ما يدل على
التقارب بينهما . كما ورد في بعض الروايات من قوله : لا تقوم الساعة
حتى يحدث كذا وكذا . ومن قوله : لا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم (
يعني الظهور ) حتى يحدث كذا وكذا ... ونحو هذا من الكلام .
إن عدداً من الحوادث التي نسمع التنبؤ بها ، قد حدثت بالفعل ،وقد حدث بعضها
قبل عدة قرون ... ولم يحدث إلى الآن الظهور فضلاً عن الساعة . فما ورد
مربوطاً بالمهدي (ع), بشكل مباشر أو غير مباشر ، مما حدث أو لم يحدث ،
هو في حقيقته من علامات قيام الساعة أيضاً .... باعتبار ما قلناه من أن
مفهوم العلامة ليس إلا الحادثة التي جعلت منبهاً لناس عند حدوثها إلى
حدوث ما يليها ، وكاشفة عنه . ومن المعلوم أن الحادثة المتقدمة على
الظهور والكاشفة عنه ، كاشفة عن قيام الساعة أيضاً . إذن فمن الصحيح أن
تنسب علامات الظهور إلى الساعة ، تجعل علامات عليها . كما ورد بالفعل
في العديد من الروايات .
وما ورد مربوطاً بالساعة بشكل غير مباشر ولا قريب ، يمكن لنا جعله
علامة على الظهور ، بنفس اعتبار التقابل السابق . وكذلك ما ورد مهملاً
من الارتباط بالظهور والساعة ، أن نجعله من علامات الظهور أيضاً . ولا
يبقى من علامات الساعة الخاصة بها ، إلا ما يقع قبل قيامها بقليل ،
بحسب الخبر الدال عليه . وفي مثله يتعين أن يكون واقعاً بعد الظهور
أيضاً .مفهوم العلامة وانقساماتها .
تتضمن العلامة ، كما سبق ، معنى الكشف والدلالة والآراءة بالنسبة إلى
ما هي علامة عليه ... وهو الظهور فيما يهمنا الآن . وسنتكلم بعد قليل
في سبب وجود هذا الكشف .
وتنقسم العلامات بهذا المفهوم ، إلى قسمين :
التقسيم الأول :
تقسيمها باعتبار ارتباطها بالتخطيط الالهي إلى قسمين :
أحدهما : الحوادث التي تكون مندرجة ضمن التخطيط الالهي . كحوادث
الانحراف التي أصبحت علامات لظهور .
ثانيهما : الحوادث التي لا تكون مندرجة في هذا التخطيط ... بل تكتسب
صبغة تكوينية مستقلة في وجودها عن الإنسان . كخسوف القمر في آخر الشهر
، وكسوف الشمس في وسطه ، ونحو ذلك مما ورد جعله علامة للظهور في
الأخبار .
التقسيم الثاني :
تقسيمها من حيث القرب والبعد عن الظهور ، إلى قسمين :
أحدهما : ما كان قريباً إلى الظهور ، بحيث يمكن أن يعد من مقدماته
الأخيرة . كقتل النفس الزكية ، كما ورد في الأخبار .
ثانيهما : ما يناسب ، بحسب دلالة الخبر الدال عليه ، مع الفاصل الزمني
الطويل بينه وبين الظهور .
وإذا لاحظنا كلا التقسيمين ، كانت الاقسام أربعة:
الأول : ما كان مندرجاً في التخطيط الالهي وقريباً من الظهور كقتل
النفس الزكية ، لو ثبت دليل نقله
الثاني : ما كان مندرجاً في هذا التخطيط وبعدياً عن عصر الظهور . كوجود
دولة العباسيين والحروب الصليبية .
الثالث : ما كان أمراً تكوينياً قريباً من الظهور ، كالكسوف والخسوف
المشار إليه .
الرابع : ما كان أمراً تكوينياً بعيداً عن عصر الظهور ، كالذي ورد في
الأخبار من حصول الفياضانات ووجود أسراب الجراد وشحة الأمطار في عصر
الغيبة الكبرى .
وإذا تصفحنا العلامات ، نجد منها ماهو
قائم على اساس إعجازي و غيره كبعض الحوادث الكونية السابقة على الظهور
، كالخسوف والكسوف في غير أوانه والصيحة.إن كل علامات الظهور تتضمن
أخباراً بالمستقبل ... فكيف يمكن أن نتأكد من صحتها ، مع أنه لا يمكن
للبشر الاطلاع على المستقبل
والجواب على ذلك : أنه لا يمكن الاخبار بالمستقبل إلا عن طريق التعليم
من قبل علام الغيوب جل شأنه ، إما بالوحي أو بما يمت إليه بصلة بواسطة
أوبوسائط ، كما كانت عليه صفة النبي (ص) والأئمة المعصومين من بعده ،
على ماهو الثابت في عقيدة الإسلام . وأما المناقشة في ذلك ، فهي تحتاج
في جوابها إلى الاستدلال من جديد على أصل العقيدة ، وهو مما لا مجال له
في هذا التاريخ .
إذن ، فما دام المعصوم (ع) عارفاً بحدوث المستقبل ، أمكنه الاخبار بها
بطبيعة الحال وهناك من المصالح ما يدعو إلى ذلك و وهي أن تكتسب
العلامات كاشفيتها المطلوبة على الظهور . فإننا قلنا بأن جملة منها
يتوقف على الاخبار به وروده في الأخبار . ويكون في هذه الإخبارات
مشاركة حقيقي في التخطيط الالهي لليوم الموعود .
تقسيمات عامة لهذه الروايات :
يمكن أن نلاحظه هو انقسام هذه الروايات ، الناقلة للعلامات ، إلى تقسيمين
رئيسيين : الأول : منجهة ترتيبها الزماني . والثاني من جهة اعتماده على
المعجزة .
ومن هنا ينبغي أن ينطلق الكلام من خلال ناحيتين :
الناحية الأولى : في الترتيب الزمني للحوادث .
ونتكلم في ذلك ضمن عدة نقاط :
النقطة الأولى :
في الحوادث التي دلنا التاريخ على حدوثها .
وذلك: أن النبي (ص) أو أحد الأئمة (ع) يخبر بوقوع بعض الحوادث قبل
وقوعها ، مربوطة بالمهدي (ع) أو غير مربوطة ، فتحدث هذه الحوادث فعلاً
.
فنجدها ونحن في العصر المتأخر ، قد حدثت وانتهت ونسمع التنبؤ بوقوعها
أيضاً . وإن أكبر القرائن على صدق هذه الروايات هو حدوث الامور التي
أخبرت بحدوثها ... ما لم يقم دليل خارجي على عدم صحتها في بعض الأحيان
وما دل الدليل على حدوثه في التاريخ مما ورد التنبؤ بحدوثه ، عدة أمور
:
الأمر الأول :
أخبار النبي (ص) بانحراف القيادة الإسلامية في المجتمع بعده . فمن ذلك
: ما أخرجه مسلم في صحيحه (1) عن النبي (ص) أنه قال : أنه ستكون هنات
وهنات . وأنه (2) قال : ستكون أمراء ، فتعرفون وتنكرون ، فمن عرف فقد
برئ ومن أنكر فقد سلم . وأنه قال (3) أنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون
وتنكرون ... الحديث .
وعن حذيفة بن اليمان ، في حديث ... فقلت : هل بعد ذلك الشر من خير ؟
قال :نعم وفيه دخن . قلت : وما دخنه ؟ قال : قوم يستنون بغير سنتي ،
ويهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر . فقلت : هل بعد ذلك الخير من شر .
قال: نعم . دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها (4) .
وعنه (ص) (5) : يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي،
وسيقوم فيهم رجال ، قلوبهم قلوب الشياطين ، في جثمان إنس .
وأخرجت الصحاح الأخرى كالترمذي وابن ماجه والمصادر الأخرى كأحمد
والحاكم ، مثل ذلك . غير أننا لا نذكر فيما أخرجه الصحيحان أو أحدهما ،
إلا عنهما كما سبق .
وهذا ما حدث بالفعل بعد النبي (ص) حين قام الحكم في المجتمع المسلم على
المصلحة والأثرة . وتفاصيل ذلك أشهر من أن يذكر . واستعمال المقاصف
والخمور في بلاظ الخلفاء يكاد أن يكون من الواضحات الأمر الثاني :
أخبار النبي (ص) أو أحد الأئمة (ع) عن شؤون دولة بني العباس . وقد اتخذ
ذلك في المصادر المتوفرة لدينا ، عدة أساليب :
الأسلوب الأول :
فيالتنديد ببني العباس والطعن فيهم من حيث انحرافهم وفسادهم وخروجهم عن
جادة الحق . وقد اختصت المصادرالإمامية بذلك ، فيما نعلم :
فمن ذلك : ما رواه النعماني في غيبته (1) عن النبي (ص) ، أنه التفت إلى
العباس فقال : يا عم ألا أخبرك بما خبرني به جبرئيل ؟ فقال : بلى ، يا
رسول الله .
قال : قال لي : ويل لذريتك من ولد العباس . فقال : يا رسول الله ، أفلا
أجتنب النساء . فقال : قد فرغ الله مماهو كائن .
وفي حديث آخر (2) : عن عبد الله بن عباس : قال : قال رسول الله (ص)
لأبي : يا عباس ، ويل لولدي من ولدك، وويل لولدك من ولدي . فقال : يا
رسول الله ، أفلا أجتنب النساء أوقال : أفلا أجب النساء . قال: إن علم
الله قد مضى والأمور بيده . وإن الأمر سيكون في ولدي .
ودولة بني العباس ، واضحة للعيان في التاريخ . وما وقع بينها وبين
أولاد علي وفاطمة : أولاد النبي عليه وعليهم الصلاة والسلام ، من
الخلاف ،وما ذاقوه من بني العباس من التشريد والمطاردة والتعسف ، أوضح
من أن يذكر وأشهر من أن يسطر . كما أن ما تكبده العباسيون من ثورات
العلويين التي تعد بالعشرات خلال تاريخهم الطويل ، معروف وموصوف
الأسلوب الرابع :
أخبار النبي (ص) عن خروج الروايات السود من خراسان ، وجعلها إحدى علائم
الظهور . والأخبار في ذلك كثيرة متظافرة بين الفريقين . وسيأتي نقلها
وتمحيصها في جهة آتية من هذا الفصل .
والمهم الآن ، هو تمحيص وتحقيق هذا الاحتمال وهو أن يكون المراد بهذه
الرايات ثورة أبي مسلم الخراساني على الأمويين ، تلك الثورة التي مهدت
لقيام الدولة العباسية . ومعه فتكون هذه العلامة مما قد تحققت في
الخارج ، وإن فصل بينها وبين الظهور زمان طويل . فان ذلك لا ينافي
كونها علامة عليه ، كما سبق
|
علامات ظهور
الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف في رواياتنا
في كشف النوري :
ص 221 - 222 - وقال : أخرج أبو محمد الفضل بن شاذان النيسابوري
المتوفى في حياة أبي محمد العسكري والد الحجة (عليه السلام) في كتابه
في الغيبة : حدثنا الحسن بن رباب قال حدثنا أبو عبد الله (عليه السلام)
حديثا طويلا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في آخره :
( ألا وإني ظاعن عن قريب ومنطلق إلى المغيب، فارتقبوا الفتنة الاموية
والمملكة الكسروية وإماتة ما أحياه الله وإحياء ما أماته الله، واتخذوا
صوامعكم بيوتكم، وعضوا على مثل جمر الغضا، فاذكروا الله ذكرا كثيرا
فذكره أكبر لو كنتم تعلمون .
ثم قال : وتبنى مدينة يقال لها الزوراء بين دجلة ودجلية والفرات، فلو
رأيتموها مشيدة بالجص والآجر مزخرفة بالذهب والفضة واللازورد المستسقا
والمرمر والرخام و أبواب العاج والابنوس والخيم والقباب والشارات وقد
عليت بالساج والعرعر والصنوبر والخشب وشيدت بالقصور وتوالت عليها ملك (
ملوك ) بني الشيصبان أربعة وعشرون ملكا على عدد سني الملك الكديد، فيهم
السفاح والمقلاص والجموع والخدوع والمظفر والمؤنث والنظار والكبش
والمهتور والعشار والمصطلم والمستصعب والعلام والرهباني والخليع
والسيار والمسرف والكديد والاكتب والمترف والاكلب والوشيم والظلام
والعيوق، وتعمل القبة الغبراء ذات القلاة الحمراء في عقبها قائم الحق
يسفر عن وجهه بين الاقاليم كالقمر المضئ
بين الكواكب الدرية . ألا وإن لخروجه علامات عشرا : أولها طلوع الكوكب
ذي الذنب ويقارب من الحاوي ويقع فيه هرج ومرج وشغب وتلك علامات الخصب،
ومن العلامة إلى العلامة عجب، فإذا انقضت العلامات العشر إذ ذاك يظهر
بنا القمر الازهر وتمت كلمة الاخلاص لله على التوحيد . . . نعم إنه
لعهد عهده إلي رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن الامر يملكه اثنا عشر
إماما تسعة من صلب الحسين ولقد قال النبي صلى الله عليه وآله : لما عرج
بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش فإذا مكتوب عليه : لا اله إلا الله
محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته بعلي ورأيت اثني عشر نورا فقلت : يا
رب أنوار من هذه ؟ فنوديت يا محمد هذه الانوار الائمة من ذريتك، قلت :
يارسول الله أفلا تسميهم لي ؟ قال : نعم أنت الامام والخليفة بعدي تقضي
ديني وتنجز عداتي، وبعدك ابناك الحسن والحسين وبعد الحسين ابنه علي زين
العابدين وبعد علي ابنه محمد يدعى الباقر، وبعد محمد ابنه جعفر يدعى
بالصادق، وبعد جعفر موسى يدعى بالكاظم، وبعد موسى ابنه علي يدعى
بالرضا، وبعد علي ابنه محمد يدعى بالزكي، وبعد محمد ابنه علي يدعى
بالنقي، وبعده ابنه الحسن يدعى بالامين، والقائم من ولد الحسن سميي
وأشبه الناس بي، يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما )
وعن الإمام
الصادق عليه السلام « لابد أن يكون قدام القائم سنة يجوع فيها الناس
ويصيبهم خوف شديد من القتل ، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ، فإن
ذلك في كتاب الله لبين ، ثم تلا هذه الآية : ( ولنبلونكم بشيء من الخوف
والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين )
وعن الإمام الصادق عليه السلام « والله لا يكون الذي تمدون إليه
أعناقكم حتى تميزوا وتمحصوا ، ثم يذهب من كل عشرة شيء ، ولا يبقى منكم
إلا الأندر ، ثم تلا هذه الآية : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم
الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين )
وعن الإمام الباقر عليه السلام « ( إن الله قادر على أن ينزل آية ) :
وسيريكم في آخر الزمان آيات . منها دابة الأرض ، والدجال ، ونزول عيسى
بن مريم عليه السلام ، وطلوع الشمس من مغربها
وعنه عليه السلام « إنهما أجلان : أجل محتوم ، وأجل موقوف ، فقال له
حمران : ما المحتوم ؟ ، قال : الذي لله فيه المشيئة ، قال حمران : إني
لأرجو أن يكون أجل السفياني من الموقوف ، فقال أبو جعفر عليه السلام :
لا والله إنه لمن المحتوم
وعن أمير المؤمنين عليه السلام « ألا وتكون الناس بعد طلوع الشمس من
مغربها كيومهم هذا ، يطلبون النسل والولد ، يلقى الرجل الرجل فيقول :
متى ولدت ؟ فيقول : من طلوع الشمس من المغرب . وترفع التوبة فلا ينفع
نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ، أو كسبت في إيمانها خيرا
وعنه ايضا عليه السلام « إن بين يدي القائم سنين خداعة ، يكذب فيها
الصادق ، ويصدق فيها الكاذب ، ويقرب فيها الماحل - وفي حديث « وينطق
فيها الرويبضة » - فقلت : وما الرويبضة وما الماحل ؟ قال : أو ما
تقرؤون القرآن قوله ( وهو شديد المحال ) ، قال : يريد المكر ، فقلت :
وما الماحل : قال : يريد المكار »
وعن النعماني : ص 278 ب 14 ح 62 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال
: حدثنا علي بن الحسن التيملي من كتابه في رجب سنة سبع وسبعين ومائتين
قال : حدثنا محمد بن عمر بن يزيد بياع السابري ومحمد بن الوليد بن خالد
الخزاز جميعا قالا : حدثنا حماد بن عثمان، عن عبد الله بن سنان قال :
حدثني محمد بن إبراهيم بن أبي البلاد، قال : حدثنا أبي، عن أبيه، عن
الاصبغ بن نباتة قال : سمعت عليا (عليه السلام) يقول :
( إن قبل قيام القائم يقع التدابر و الاختلاف بين أمراء العرب والعجم،
فلا يزالون يختلفون إلى أن يصير الامر إلى رجل من ولد أبى سفيان - إلى
أن قال (عليه السلام) - ثم يظهر أمير الامرة وقاتل الكفرة السلطان
المأمول، الذي تحير في غيبته العقول، وهو التاسع من ولدك يا حسين، يظهر
بين
الركنين، يظهر على الثقلين ولا يترك في الارض الادنين ، طوبى للمؤمنين
الذين أدركوا زمانه ولحقوا أوانه، وشهدوا أيامه، ولاقوا أقوامه )
و
وعن الإمام الرضا عليه السلام « لابد من فتنة صماء صيلم تظهر فيها كل
بطانة ووليجة وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي يبكي عليه أهل
السماء وأهل الأرض ثم قال من بعد كلام طويل كأني بهم شر ما كانوا وقد
نودوا ثلاثة أصوات الصوت الأول أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين والصوت
الثاني ألا لعنة الله على الظالمين والثالث بدن يظهر فيرى في قرن الشمس
يقول إن الله بعث فلانا فاسمعوا وأطيعوا »
|